كيف خسرت رجلا في 10 أيام؟ تجربتي الشخصية…

“الحب ليس مجرد شعور، بل أحيانًا هو انعكاس لما نحمله في دواخلنا.”

هل فكرتِ يومًا في اختبار علاقتك من منظور جديد؟ أن تريها كرحلة لاكتشاف الذات أكثر من كونها ارتباطًا بالطرف الآخر؟ فيلم How to Lose a Guy in 10 Days قد يبدو كوميديا رومانسية بسيطة على السطح، لكنه في جوهره يعكس لعبة معقدة من الأنا، الخوف، والارتباط.

وبما أن الفضول أحيانًا أقوى من المنطق، قررتُ تجربة هذه الفكرة على أرض الواقع. نعم، وضعت نفسي في مكان “آندي آندرسون” – البطلة التي قررت أن تكتب مقالًا عن كيفية خسارة شاب في عشرة أيام. لكن على عكس الفيلم، لم أكن أسعى وراء مقال، بل وراء فهم أعمق للعلاقات وكيف نصنعها أو ندمرها بقرارات صغيرة يومية.

الحب… بين التجربة والسلوك

في الفيلم، “آندي” صحفية طموحة تسعى لكتابة مقالات جادة تؤثر في الناس. لكن، كما هو الحال في الحياة، تُجبرها ظروف العمل على كتابة مقالات خفيفة، مثل: “كيف تفعلين كذا في 10 خطوات”. لإرضاء مديرتها، تقرر كتابة مقال عن كيفية خسارة شاب خلال 10 أيام، وتُطبق فكرتها على شخص تختاره عشوائيًا. على الطرف الآخر، لدينا “بن باري”، شاب يعمل في مجال الإعلانات، ويراهن مع زملائه أنه يستطيع جعل أي امرأة تقع في حبه خلال نفس الفترة. القدر يجمعهما في علاقة غريبة، حيث يحاول كل منهما التلاعب بالآخر لتحقيق أهدافه. لكن شيئًا غير متوقع يحدث: يقعان في حب حقيقي، رغم كل الأكاذيب والخطط.

عندما تتحكم الأنا في العلاقات

في كثير من الأحيان، العلاقات لا تبدأ من نقطة نقية. نحن نحمل معنا مخاوفنا، طموحاتنا، وحتى رغبتنا في إثبات شيء ما لأنفسنا. تمامًا كما فعلت آندي وبن، نبدأ علاقاتنا بسباق غير معلن. آندي أرادت أن تُثبت قدرتها على التحكم في العلاقة وإدارتها بطريقة تؤدي للفشل، بينما رأى بن العلاقة كوسيلة للنجاح المهني. كل منهما كان يُحركه دافع داخلي مرتبط بالأنا أكثر من المشاعر الحقيقية. هل يبدو هذا مألوفًا؟ كم مرة دخلتِ علاقة فقط لتثبتي شيئًا – ربما لنفسك أو للآخرين؟

تجربتي: الأيام العشرة التي غيّرت نظرتي للعلاقات

اليوم الأول: بداية اللعبة – الاتصالات المفرطة

بدأت يومي بسلسلة من الرسائل والمكالمات التي لا تحمل أي أهمية. “صباح الخير، كيف حالك؟” ثم بعد 10 دقائق: “أوه، نسيت أسألك، هل شربت قهوتك؟” لاحقًا: “بالمناسبة، الجو اليوم غريب، صح؟” كنت أتوقع أن ينزعج، لكنه أجاب بكل لطف وهدوء. لم أتلقّ الرد المتوقع.

الدرس الأول:
الاتصال المتكرر ليس دائمًا علامة اهتمام، لكنه قد يكون محاولة لملء فراغ داخلي. إذا وجدت نفسك تفعلين هذا، اسألي: ما الذي تبحثين عنه؟

شوفيلك حياة.

اليوم الثاني: زرع الغيرة المصطنعة

قررت أن أُظهر اهتمامي بشخص آخر. أثناء عشاء مشترك، تركت هاتفي على الطاولة وأبتسمت وأنا أقرأ رسائل متخيلة. عندما سألني: “ما الأمر؟”، قلت بخفة: “مجرد صديق قديم”. توقعت أن يغضب أو يُظهر غيرته، لكنه قال بابتسامة: “أوه، هذا لطيف.”

الدرس الثاني:
الغيرة ليست دائمًا علامة حب. إذا كنتِ تحاولين إثارة الغيرة، فقد يعني ذلك أنكِ تبحثين عن اهتمام أو تأكيد لشيء ما.

لا تخرجي العفريت من القمقم. تذكرين مسلسل (هناء و جميل) نهاية التسعينات؟ عندما سعى جميل لاثارة غيرة زوجته. وبعد محاولات عدة نجح. ويا ليته لم ينجح؟! لدرجة انتجوا جزء ثاني خاص فقط بغيرة هناء.

اليوم الثالث: السيطرة على مساحته الشخصية

لا استطيع الذهاب لمنزله. بدلاً عن هذا ارسلت له خادمة.ترتب له بعض الأمور وانا اتابع على الكاميرا لايف. قمت بتغيير أماكن أغراضه في المطبخ، أعدت ترتيب كتبه، طلبت منها وضع شموعًا في كل زاوية.

توقعت أن يشعر بالانزعاج، لكنه شكرني قائلاً: “أوه، البيت صار أجمل، شكرًا!”

الدرس الثالث:

لا تقدمي خدمات بهدا الحجم. ليش؟ انتِ لستِ مسؤولة طالما مفتاح البيت ليس بيدك!
فضلا عن أن التدخل في المساحة الشخصية قد يبدو “خدمة”، لكنه في الحقيقة يعكس رغبتنا في السيطرة. الحب الحقيقي يبدأ عندما نقبل الآخر كما هو. والاهم. لا تقدمي له هذه

اليوم الرابع: تدمير اللحظات الممتعة

في اليوم الرابع، قررت أن أفسد عليه مشاهدة مباراة فريقه المفضل. بدلاً ان يخرج ليتابعها مع اصحابه. طلبت منه ان نتابعها سوياً. ثم سألته عن قواعد اللعبة في منتصف المباراة. توقعت أن ينفجر غضبًا، لكنه اكتفى بتنفيذ الطلبات بابتسامة.

الدرس الرابع:
حتى الأشخاص الصبورين لديهم حدود. إذا كنتِ تسعين لاختبار صبرهم، قد تجدين نفسكِ تدمرين شيئًا جميلًا دون قصد.

اليوم الخامس: الحديث عن المستقبل المبالغ فيه

جلست معه وأخبرته بخططنا المستقبلية وكأننا متزوجان منذ سنوات: “سنعيش في هذا الحي، أطفالنا سيدرسون في مدرسة كذا…” توقعت أن يشعر بالاختناق. لكنه ضحك وقال: “يبدو أن لديك خطة جاهزة!”

الدرس الخامس:
الإفراط في الحديث عن المستقبل قد يكون وسيلة لإخفاء مخاوفنا من الحاضر. عيشي الحاضر. لا ماضي يقيدك و لا مستقبل يخيفك.

لماذا نظل رغم كل شيء؟

بينما كنت أطبق هذه الخطوات، أدركت شيئًا مهمًا: حتى عندما كنت أحاول دفعه بعيدًا، كان يظهر تفهمًا وصبرًا. لماذا؟ لأن هناك شيئًا حقيقيًا يتجاوز التصرفات السطحية. الحب الحقيقي ليس عن الكمال، بل عن تقبل العيوب. قد ندخل العلاقات بأقنعة، لكن القناع يسقط دائمًا.

ماذا تعلمت من هذه التجربة؟

1. الحدود الشخصية هي مفتاح النجاح

سواء كانت آندي أو أنا، تعلمت أن تجاوز الحدود الشخصية للطرف الآخر يؤدي إلى خلق توتر. العلاقات الصحية تعتمد على الاحترام المتبادل.

2. كوني أنتِ، لكن بالتدريج

أحد أكبر الأخطاء هو محاولة إظهار كل شيء دفعة واحدة. العلاقات تحتاج وقتًا لتنمو، والمثالية ليست شرطًا.

3. الحب ليس لعبة، لكنه أيضًا ليس مسارًا مستقيمًا

العلاقات مليئة بالتحديات والاختبارات، لكنها فرصة لاكتشاف الذات.

الخاتمة: هل تخسرينه أم تكتشفين نفسك؟

بعد عشرة أيام من اللعب، كان السؤال الحقيقي الذي يجب أن أطرحه هو: لماذا أحاول خسارته؟ هل هو الشخص الخطأ؟ أم أنني أخشى الحب؟ العلاقات ليست دائمًا عن الفوز أو الخسارة. إنها رحلة نتعلم فيها عن أنفسنا أكثر مما نتعلم عن الآخر. إذا كنتِ تفكرين في “كيف أخسره؟”، ربما عليكِ أن تسألي أولاً: “هل أريده فعلاً؟” الحب الحقيقي يبدأ عندما نتخلى عن الألعاب ونختار المواجهة بصدق.

ولتصبح (كيف اكسبه!)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!